انطلاق المؤتمر العلمي الثالث لمركز بنغازي الطبي

شهدت مدينة بنغازي، مساء اليوم الجمعة، انطلاق فعاليات المؤتمر العلمي الثالث لمركز بنغازي الطبي، وذلك بعد غياب استمر لأكثر من عقد من الزمن. وقد أقيم المؤتمر وسط حضور رسمي كبير، ضم عددًا من المسؤولين الليبيين، إلى جانب رؤساء بعثات دبلوماسية، ومشاركة واسعة من نخبة الأطباء والاستشاريين والخبراء من داخل ليبيا وخارجها، في مشهد أعاد للمدينة زخمها العلمي والطبي.
استمرت فعاليات المؤتمر على مدى ثلاثة أيام متتالية، وتضمّن برنامجًا علميًا ومهنيًا ثريًا، عكس التوجه الجاد نحو تطوير القطاع الصحي الليبي وتحديث أدواته. وهدف المؤتمر إلى إنشاء منصة علمية متقدمة تعزز التبادل المعرفي بين المتخصصين في الطب والرعاية الصحية، من خلال استعراض أحدث ما توصّلت إليه الأبحاث والتقنيات العلاجية، إلى جانب تنمية الكوادر الوطنية وتعزيز كفاءتها.
تميّزت هذه النسخة بعرض نحو 80 ورقة بحثية جديدة، إلى جانب تنظيم ست ورش عمل تخصصية، ركزت على محاور أساسية تشمل التعليم الطبي، البحث العلمي، توطين العلاج داخل ليبيا، التطورات الحديثة في الممارسات الطبية، ودور الذكاء الاصطناعي في التطبيقات الصحية.
ومن أبرز الورش المقدمة، ورشتان مخصصتان لأمراض وجراحة الأعصاب، وورشة ثالثة تناولت جراحة العظام، مما أتاح للمشاركين فرصًا تطبيقية مباشرة، مكنت العديد من الأطباء وطلبة الطب من التفاعل مع تجارب وخبرات دولية ومحلية متقدمة.
شهد المؤتمر مشاركة دولية لافتة، حيث حضر عدد من المتحدثين من دول مثل فرنسا وتركيا، كما تخلل البرنامج مداخلات علمية عبر تقنية “زوم” من خبراء في كندا، الولايات المتحدة، وبريطانيا، مما أضفى على الحدث بُعدًا عالميًا وساهم في تعزيز جسور التعاون الدولي في المجال الطبي.
وبهذا الحدث العلمي، تسجّل مدينة بنغازي عودة قوية إلى المشهد العلمي الطبي في ليبيا، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى تطوير المنظومة الصحية والتعليمية.
وقد شكّل المؤتمر فرصة حقيقية لتعزيز التكامل بين التعليم والتدريب والخدمة الطبية، في ظل مشاركة محلية ودولية عكست الرغبة الجادة في بناء منظومة صحية حديثة، تستند إلى المعرفة والتقنيات المتقدمة، وتضع المريض في صلب الاهتمام.
مقال متميز يجسد صورة الوضع الراهن بدقة وحيادية. أرجو من وسائل الإعلام الأخرى أن تتبنى نفس النهج من أجل بناء رأي عام ناضج ومستنير.