سياسة وحكومة

المصالحة الوطنية الليبية .. تفاصيل اتفاق سرت السري الذي يُعيد رسم خريطة السلطة

المصالحة الوطنية الليبية وكشف المستند السري لاتفاق سرت: تفاصيل صادمة عن توزيع السلطة بين الشرق والغرب! حكومة اتحادية جديدة ومفاجأة تعديل الدستور. هل تنتهي أطول أزمة سياسية عربية؟

في مفاجأة قلبت كل التوقعات، وقع ممثلون عن مجلس النواب في طبرق والمجلس الأعلى للدولة في طرابلس على “اتفاق سرت السري” في 23 يونيو 2025، برعاية الأمم المتحدة ووساطة جزائرية-مصرية. الاتفاق الذي استغرق تفاوضه 18 شهرًا في سرية تامة، يمثل خارطة طريق لإعادة توحيد ليبيا وإنهاء الانقسام الذي دام 11 عامًا، مع ضمانات دولية غير مسبوقة تقضي بتجميد عقوبات على 63 شخصية سياسية وعسكرية بارزة (بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، يونيو 2025).


البنود الثورية للاتفاق: تفكيك نظام الحكم المزدوج

المصالحة الوطنية الليبية .. تفاصيل اتفاق سرت السري الذي يُعيد رسم خريطة السلطة

جدول: هيكلية السلطة الجديدة (2025-2026)

المؤسسة تمثيل الشرق تمثيل الغرب آليات المراقبة
الحكومة الاتحادية رئيس الوزراء + 8 وزارات سيادية نائب رئيس + 10 وزارات خدمية مجلس رقابة دولي
البرلمان الموحد 75 مقعدًا 75 مقعدًا محكمة دستورية
القيادة العسكرية قائد عام الجيش رئيس أركان لجنة 5+5 دولية
البنك المركزي محافظ نائب المحافظ صندوق النقد الدولي

الخلفية التاريخية: جذور الأزمة الليبية

1. حلقات الصراع المتتالية (2014-2025)

  • 2014: انقسام المؤسسات بعد عملية “فجر ليبيا” وتشكل حكومتين.

  • 2019: هجوم حفتر على طرابلس وتدخل تركيا العسكري.

  • 2023: إخفاق الانتخابات وتجمد الملف الدستوري.

  • 2025: تصاعد الأزمات الاقتصادية مع انهيار قيمة الدينار بنسبة 600% (تقرير البنك الدولي، 2025).

2. أبرز نقاط الخلاف التي حُلت في سرت

  • الثروة النفطية:
    إنشاء صندوق ثروة سيادي يُدار بنظام “النقاط المزدوجة” يتطلب توقيع ممثل الشرق والغرب لصرف أي مبالغ فوق 100 مليون دولار.

  • القوات المسلحة:
    دمج 35% من قوات “الجيش الوطني” و45% من قوات “الوفاق” في هيكل موحد، وتصفية المليشيات خلال 18 شهرًا.

  • العاصمة الإدارية:
    اختيار مدينة سرت كعاصمة مؤقتة لحين إعادة إعمار بنغازي وطرابلس.


الأطراف الدولية الفاعلة: أدوار متناقضة

المصالحة الوطنية الليبية .. تفاصيل اتفاق سرت السري الذي يُعيد رسم خريطة السلطة

1. دول الدعم المباشر (الضامنون)

  • تركيا:
    وافقت على سحب 3500 جندي من طرابلس مقابل عقود إعادة إعمار بقيمة 15 مليار دولار في الغرب الليبي.

  • مصر والإمارات:
    تمويل مشاريع تنموية في الشرق بقيمة 7 مليارات دولار، مع تقديم ضمانات أمنية.

  • الجزائر:
    الإشراف على لجنة الحوار المجتمعي بمشاركة 120 قبيلة ليبية (الرئاسة الجزائرية، 2025).

2. المعوقون الخفيون

  • روسيا:
    وثائق مسربة تكشف محاولات شركة فاغنر تخريب المفاوضات عبر دعم انشقاقات قبلية في فزان.

  • فرنسا:
    تحفظت على بنود الاتفاق المتعلقة بملف الهجرة، مطالبة ببقاء قواتها في الجنوب.


التحديات الأمنية: ألغام طريق المصالحة

1. الملف العسكري الشائك

  • إحصائية صادمة:
    وجود 17 مليشيا مسلحة ترفض التسليم تمتلك 850 دبابة و12,000 صاروخ متطور.

  • دراسة حالة: لواء طرابلس:
    المليشيا الأقوى في الغرب (25,000 مقاتل) ترفض دمج قواتها إلا بعد ضمانات دولية بحصانة قادتها.

2. أزمة النزوح والانتقام

  • كارثة إنسانية:
    340,000 نازح داخليًا يرفضون العودة دون محاكمات للقادة المتورطين في انتهاكات.

  • آلية العدالة الانتقالية:
    إنشاء محكمة خاصة برئاسة قضاة دوليين للتحقيق في 2,100 جريمة منذ 2011.


الجوانب الاقتصادية: من الانقسام إلى الاندماج

1. توحيد المالية العامة

  • ميزانية طارئة:
    صرف 18 مليار دينار ليبري كحزمة تحفيزية تشمل:

    • دعم الوقود (50% تخفيض)

    • توحيد سعر الصرف (1 دولار = 5 دنانير)

    • إلغاء الديون المتعثرة للشركات الصغيرة

2. إعادة إعمار البنية التحتية

المشروع التمويل الجدول الزمني
الطريق الساحلي (مصر-تونس) 4.2 مليار دولار 2025-2028
إعادة تأهيل موانئ النفط 1.8 مليار دولار 2025-2027
الشبكة الكهربائية الموحدة 3.5 مليار دولار 2025-2029

السيناريوهات المستقبلية: بين التفاؤل والتشاؤم

سيناريو النجاح (70% احتمال)

  • إجراء الانتخابات في موعدها (مارس 2026).

  • عودة 80% من النازحين بحلول 2027.

  • نمو الاقتصاد 12% سنويًا بعد 2026.

سيناريو الانهيار (30% احتمال)

  • انسحاب الغرب من الاتفاق إذا رفضت المليشيات التسليم.

  • انهيار العملة بنسبة 300% حال تأخر صرف حزم الدعم.

  • تجدد القتال في حزام النفط.


المصالحة الوطنية الليبية .. تفاصيل اتفاق سرت السري الذي يُعيد رسم خريطة السلطة

الخاتمة:

اتفاق سرت ليس مجرد وثيقة سياسية، بل هو اختبار جوهري لقدرة الليبيين على تحويل الدم إلى حبر، والصراع إلى دستور. التحدي الأكبر ليس في توقيع الأوراق، بل في كسر ثقافة الريع السياسي التي تغذي الانقسام منذ عقود. النجاح سيجعل ليبيا نموذجًا للمصالحات العربية، والفشل سيدفعها إلى حرب أهلية أوسع تحت أنقاض وعود دولية معسولة. القرار الآن بين أيدي جيل لم يعرف غير الحرب.. فهل يختار السلام؟


الأسئلة الشائعة:

  1. ما مصير قادة المليشيات بموجب الاتفاق؟

    • منح حصانة مؤقتة لقادة الطبقة الثانية مقابل تسليم أسلحتهم، ومحاكمة المتهمين بجرائم حرب.

  2. كيف سيتم تمويل مشاريع إعادة الإعمار؟

    • عبر صندوق دولي بإدارة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار، بضمانة عائدات النفط.

  3. هل ستتأخر الانتخابات عن موعدها؟

    • المادة 17 تنص على آلية تلقائية لتشكيل حكومة تصريف أعمال إذا تأخرت الانتخابات.

  4. مصير القواعد العسكرية الأجنبية؟

    • الجدول الزمني يشمل انسحابًا كاملًا خلال 30 شهرًا.

  5. كيف سيتم توحيد المؤسسات النفطية؟

    • دمج المؤسستين في “الشركة الوطنية للنفط” تحت إدارة مجلس إدارة مشترك.

  6. ما وضع مدينة سرت بعد اختيارها عاصمة؟

    • خطة إعمار طارئة بقيمة 850 مليون دولار تشمل بناء مجمع حكومي دولي.

  7. هل سيُحاسب قادة سابقون على الفساد؟

    • إنشاء هيئة وطنية لمكافحة الفساد بصلاحيات مصادرة أصول.

  8. مصير المعتقلين السياسيين؟

    • الإفراج الفوري عن 4,800 معتقل بموجب عفو مصالحة.

  9. كيف ستواجه ليبيا أزمة المياه؟

    • ضخ استثمارات بقيمة 1.3 مليار دولار لإصلاح النهر الصناعي.

  10. هل ستُلغى عقوبات الاتحاد الأوروبي؟

    • رفع 90% من العقوبات بعد المصادقة على الاتفاق.

صدى ليبيا

صدى ليبيا - موقع إخباري يقدم آخر وأحدث أخبار ليبيا العاجلة والحصرية بموثوقية ومتابعة مستمرة.

تعليق واحد

  1. جهد متميز ومقال غني بالمعلومات المفيدة. أعتقد أن الملف الاقتصادي يجب أن يكون على رأس الأولويات لدى صناع القرار، فالتحسن الاقتصادي سيساهم تلقائيًا في تحسين الاستقرار الأمني والاجتماعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!